الخميس، ديسمبر ٢٨، ٢٠٠٦

لو لم تكن يسرا


اعجبتني مقالة في جريده الاهرام الصادره امس
منذ ان شاهدت الفيلم الموسيقي الجميل - قصة الحبي الغربي - الحائز علي شعر جوائز اوسكار للمخرج الكبير روبرت وايز و هذه النوعيه من الافلام المبهجة تستهويني
وبهذه الروح اقنعت نفسي قسرا ان اذهب الي فيلم - ما تيجي نرقص -لابناس الدغيدي بالرغم من ان اعلانه قد وشي بانه اقتباس من فيلم - هل نرقص - الامريكي و الذي لعب بطولته ريتشارد جير و جنيفر لوبيز و لم يمض علي عرضه سوي عامين فقط و هي فتره قصيرة جدا لا تشجع علي رؤية نسخه مصريه منه
و الاهم ان اغلب الافلام العالميه التي مصرناها ظهرت مشوشة الا في حالات نادرة و لم انتظر ان يكون فيلم ايناس الدغيدي من تلك الحالات ليس لصعوبة تمصير فيلم عن الرقص فالرقص لا يلعب في حياتنا نفس الدور الذي يلعبه في حياة الغرب و انما لانني اظن ان اغلب افلام ايناس الدغيدي تعاني تشوهات فكريه بين مفاهيم الحريه بمعناها الانساني الواسع عن الحياه و الحق و الواجب و المساواه و مفاهيم الحرية بمعناها الضيق المتعلق بالجسد و الغريزه و الشرف و العلاقه بين الرجل و المراه فتبدو الحريه عندها من باب كسر الافكار الرجعيه كما لو كانت حرية الجسد في ان يفعل به صاحبه - رجلا او امراه - ما يشاء وقتما يشاء
و هذا تشوه خطير يفسد معني الحريه لانه يحصرها في النصف السفلي من الانسان بنفس الدرجه التي يحصر فيها الرجعيون الشرف في النصف السفلي من المرأه
لكن حبي للافلام الموسيقيه غلبني علي مخاوفي و ذهبت الي دار العرض و بمجرد ان اطفئت الانوار و توالت المشاهد علي الشاشه الفضية رحت اقرص اذني و الوم نفسي علي ما صنعته قائلا هاهي السهرة قد افسدها سوء اختياري
بالطبع وجدت بعض المشاهد منقوله نقل المسطره من فيلم - جير و لوبيز - و التغيرات التي طرأت علي الشخصيات مفتعلة و ركيكه فـ - جون كلارك - المحامي في شيكاغو تحول الي -سلوي - رئيسة الشئون القانونية في القاهره و هكذا في بقية الشخصيات تحريفات تشبه الانحرافات المتعمده
ليس المهم ان السيده سلوي تهرب من قرف حياتها الي الرقص فهذه حرية شخصية لا نلومها عليها ولا يحق لنا التدخل في اختياراتها لكن ان تغلق علي نفسها باب مكتبها مع زميلها في الشركه و تامر سكرتيرتها بأن تقطع اتصالاتها تماما مع العالم الخارجي ثم يتدربان سويا علي الرقص فهذا مالم استطع فهمه او هضمه ليس لأن الشيطان هو الرفيق الثالث الوسواس في اجتماع رجل و امرأه في مكان مغلق لا اقصد هذا البته و لكن لان السيده سلوي و هي عاقل رشيد و مسؤوله عن اداره قانونيه تدرك طبيعه مجتمع العمل سواء في الشرق المتزمت او الغرب المتحرر ولا يمكن ان تغلق باب مكتبها في ساعات العمل و تهمل واجبات وظيفتها و هات يا - تدريب علي الرقص - فأي قيم عمل تريد ان تثبتها المخرجه ايناس الدغيدي فينا ؟
هل اهمال المراه لعملها و قضاء ساعاتها في الرقص هو جزء من حريتها الشخصيه .. لا يصح ان تتخلي عنه ؟
فعلا حاجه غريبه جدا
و استطيع ان اعدد عشرات المشاهد الغبيه من هذا النوع الرديء
مشهد صاحبه المدرسة الرقص سوزي مع مدرب الرقص و هي تراوده عن نفسه و هو في ثلث عمرها تقريبا .. سخافه ليس لها اي مبرر درامي ... سوي اثبات ان الغريزه هي اكبر دوافه السلوك و ان الانسان ينحط فور ضغط حرمانه علي مشاعره فتشتعل مشاعره الجنسيه و تنهار ارادته و يأخذ في وشه كل ما يقابله من قيم حتي يشبع هذه الغريزه دون تفكير او كرامه ..
و بالطبع كلنا يعرف ان ثمه علاقات مشوهه في اي مجتمع بين نساء عجائز زشباب لكن في سياق و احداث تبدو منطقيه و مبرره كما شاهدناها في فيلم صلاح ابو سيف - شباب امراه - لكن ان تطق الرغبه فجأه في جسد امره تبدو في السبعين من عمرها فتراود شابا في العشرينات عن نفسه ثم تنسي الموضوع تماما كأنه لم يحدث اصلا .. فهذا نوع جديد من الدراما المقصود به هو مشهد الاثاره نفسه
و هي نفس الاثاره الغبيه من وجود رجلين شاذين لا قيمة لها علي الاطلاق سوي ان المخرجه تريد ان تقول لنا ان الشواذ موجودين في مجتمعنا و علينا ان نعترف بهم
اما شخصيه الصعيدي و صاحبه السمين جدا فهما ملفقتين من البدايه الي النهايه .
لا اطيل عليكم .. كادت المخرجه ايناس الدغيدي تفسد سهرتي مع سبق الاصرار و الترصد لولا وجود يسرا بتالقها و حضورها و خفة ظلها و ادائها الرفيع فأنقذت بعضا من هذه السهره دون ان تنقذ الافكار المشوهه !!
انتهت المقاله و اترككم تعلقون بأنفسكم